لقد كانت حالة العالم قبل البعثة حالة مأساوية ، فالديانتان المنتشرتان في ذلك الوقت ( اليهودية و النصرانية ) محرفتان أشد التحريف ، أضف إلى ذلك إنتشار الوثنية في كثير من الأصقاع ، كما عم الدنيا فساد الأخلاق ، فظهر في كل شئ ، في الدين و الدنيا ، و انتشر الظلم ، و الطبقية ، ، و اكل الاموال بالباطل ، و الاباحية ، و ظهرت الفلسفات القائمة على الوثنية .
و لم تكن الجزيرة - جزيرة العرب - بأفضل من ذلك ، فقد سادت عبادة الأوثان فيها ، بحيث كان لكل قبيلة صنم تعبده .
و عمر بن لحى الخزاعي هو أول من غير دين إبراهيم -صلى الله عليه و سلم - و حمل العرب على عبادة الاوثان .
و كان من اصنام العرب المشهورة في الجاهلية (( هبل )) ، و كان لقريش ، و كان لقريش ايضا (( إساف)) و ((نائله )) .
و كانت للعرب بيوت يعظمونها كتعظيم الكعبة ، فكانت لقريش و بني كنانة (( العزى )) و كانت ((اللات )) لثقيف بالطائف ، و كانت (( مناة )) للأوس و الخزرج ، و هذه الاصنام هي المذكورة في قوله عزوجل (أفرأيتم اللات والعزى ومناة الثالثة الأخرى) .
إلا أنه بقيت عند العرب باقية من دين إبراهيم مثل تعظيم البيت ، و الطواف به ، و الحج ، و العمرة و غير ذلك ، و لكن على ما أدخلوا فيها من تحريف كطوافهم عراة ، و جعل صلاتهم عند البيت مكاء و تصدية و غير ذلك .
و لم يخل العرب من عادات اجتماعية فاسدة سيئة كشرب الخمر ، و لعب الميسر ، ووأد البنات ، و الجمع بين الاختين ، و التزوج بزوجات الآباء و غير ذلك .
و لكن لاينكر انهم كانوا اصحاب شجاعة ، و نجدة ، و مروءة ، ولم تكن جاهليتهم كجاهلية غيرهم قائمة على فلسفة معقدة ، بل كانوا مع ذلك يحبون الفضائل ، ويقدمون من يتمسك بها ، و يعرفون لأصحاب مكارم الأخلاق أقدارهم ، وكانوا يسمون النبي -صلى الله عليه وسلم - قبل البعثة بالصادق الأمين ، كما أنهم كانوا يأبون الضيم و الخضوع لغيرهم من الامم ، و كانوا يملكون العقول الراجحة ، و الحلم ،و الانأة ، والشجاعة ، و النجدة .
كما كانوا جميعا أصحاب لغة واحدة ذات سحر و بيان ، وكانوا لا ينكرون وجود الله -سبحانه و تعالى -.
ولعل هذه الصفات هي التي أهلتهم لحمل رسالة الاسلام دون الامم الاخرى . والله سبحانه أعلى و أعلم .
حبيت انقل لكم حالة العالم قبل البعثة
و آخر كلامي "الحمدلله على نعمة الاسلام "